مقالة الحقيقة بين المطلقية و النسبية شعبة آداب و فلسفة بكالوريا 2024
هل الحقيقة مطلقة أم نسبية بكالوريا 2024 ؟
طرح المشكلة:
عادة ما ترتبط المعرفة بالإنسان ، لأنه هو الكائن الوحيد الذي يملك استعدادات فطرية تمكنه من تحليلها ، و أقصى ما يطمح إليه هو إدراك الحقيقة ، و التي تعرف على أنها المعرفة الشاملة و الكاملة بالواقع ، و لقد تباينت مواقف الفلاسفة ، فمنهم من أقر بوجود حقيقة مطلقة مادامت الأشياء متضمنة لصفاتها في ذاتها و العقل هو المدرك لها ، و في المقابل هناك من يؤكد عدم إمكانية بلوغها ، ويرى أن الحقيقة نسبية و لا وجود لشيء نهائي يجب الوقوف عنده مادام العالم في تغير مستمر . ضمن هذا الجدال الفلسفي نتساءل نحن بدورنا هل الحقيقة نسبية أم مطلقة ? بصيغة أخرى هل المنطلق الأول للبحث عن الحقيقة هو القناعة بنسبيتها ?
الموقف الأول:
يؤكد مجموعة من الفلاسفة والمفكرين ان الحقيقة ذات طبيعة مطلقة ثابتة تتجاوز حدود المكان والزمان و الأشخاص فكل ما هو حقيقي حسبهم بالضرورة مشترك بين الجميع لانه يستند الى معايير واسس تجعله ثابتة وابرزها المعيار العقلي وقد اكد على هذا الطرح كل من أفلاطون ،ارسطو ؛ديكارت ؛سبينوزا .... وقد اعتمدوا على الحجج الآتية
نجد افلاطون قديما يميز بين عالمين ، عالم المحسوسات و عالم المثل ، فالأول يمثل العالم المادي المحسوس المتغير ، و موجوداته هي بمثابة ظلال و أشباح لعالم المثل ، وهذا الأخير يمتاز بكونه عالم معقول و ثابت كامل ، وفيه توجد النماذج العليا لكل موجوداته ، كما انه خاص بالموهوبين و لا تدركه الأبصار و فيه يعاين الفيلسوف سلسلة من المثل كالخير و الجمال المطلقين و الدائرة الكاملة ، لهذا كانت الحقيقة المطلقة مجسدة في الفكر الدي ينتقل بنا من الأدنى إلى الأولى اول من المحسوس الى المجرد ، وقد جاء افلاطون بنظرية المثل لأن المحسوسات تختلف من صفاتها و لذلك فليس هناك صفة ذاتية مشتركة ، فالهندسة مثلا ليست هي عالم مسح الأراضي و لكن هي النظر في الأشكال ذاتها ، وكذلك عالم الحساب ليس هو علم الجزئيات كما يفعل التاجر بل هو عالم الاعداد هادفا الى الوصول الى درجة العقلانية التامة و عليه أصبحت المثل عند افلاطون تحدد المعيار الذي يجب آن يسير عليه الفرد ، هي عامة و مشتركة لدى الجميع ، معقولة لا حسية ، تطبق في كل زمان و مكان لأنها لا تتأثر بالظروف و التجربة ، وهذا دليل على أن الحقيقة لا توجد في الواقع المحسوس و المتغير
و في السياق نفسه نجد ارسطو يؤكد على صفة المطلقية بالنسبة للحقيقة ، إلا انه يختلف مع استاذه افلاطون في الاعتقاد بوجود حقيقة ثابتة مفارقة لهذا العالم ، فكل شيء فيه عبارة عن جوهر – ماهية – و صورة ، و الجوهر هو الحقيقة الثابتة التي يجب على المفكر أن يصل إليها و أن يدركها في شكلها المطلق ، لانه حقيقة لا حقيقة فوقها ، فلكي يوجد الشيء لا بد له من جوهر كنقطة بداية ، هذا الشيء الجزئي المفرد الموجود خارج العقل الذي له صفة مادية لا بد أن توجد له صورة ، والبرهان العلمي لوجود الأشياء يخضع إلى معرفة استقرائية ،أي معرفة بالجزئيات ، والمعرفة الحسية لا تخطئ الحكم الصادق ما دام البرهان العلمي يعتمد على الشيىء الظاهر و كان هذا الأساس تساءل كيف تمت هندسة الكون الواسع بإشكال لا نهاية لها وهو لا يقبل أن تكون الحركة بلا بداية فلا بد أن تكون الحركة مصدر و هو الله المحرك الاكبر فهو لا يتحرك وهو كائن غير مرئي لا يتغير أنه السبب النهائي للطبيعة والقوة الدافعة للأشياء واهدافها ولهذا كانت الحقيقة عند “ارسطو” تمكن في المحرك الذي لا يتحرك ويقصد بالمحرك – الله – الذي يمثل جوهر الوجود
أما إذا نظرنا الى صفة المطلقية للحقيقة في الفلسفة الحديثة فإننا نجد “ديكارت” لا يعترف بالمعرفة الحسية و جعل من الشك الطريق الاساسي لبلوغ الحقيقة و وسيلة في ذلك هي العقل نفسه فالحقيقة عنده هي مالا ينتهي إليه الشك وعلى هذا الأساس لا يكون الحقيقي إلا ما هو واضح و بديهي ومتميز أو بتعبير اخر ان معايير الحقيقة تتخلص في البداهة و الوضوح ومن هذا المنطلق نستطيع أن نفهم الكوجيتو الديكارتي انا افكر اذن انا موجود فخاصية التفكير هي حقيقة الوجود البشري حسب ديكارت فإذا توقف الإنسان عن التفكير توقف عن الوجود ولهذا نجده يؤكد على أن الحكم الصادق يحمل في طياته معيار صدقة و هو الوضوح الذي يرتفع فوق كل شيئ و يتجلى هذا في البديهيات الرياضية التي تبدو ضرورية و واضحة بذاتها وهو القائل " أن الاشياء التي نتصورها تصورا بالغ الوضوح و التمييز هي صحيحة كلها " أما بالنسبة “لسبينوزا” فهو يرى أنه ليس هناك معيار الحسية خارج عن الحقيقة” فهل يمكن ان يكون هناك شيئا آكثر وضوحا و يقينا من الفكرة الصادقة يصلح أن يكون معيارا للحقيقة ” فكما أن النور يكشف عن نفسه و عن الظلمات كذلك الصدق هو معيار نفسه ومعيار الكذب
و في السياق نفسه نجد المتصوفة يعتبرون الحقيقة المطلقة هي الحقيقة المتصوفة باعتبارها شعور يستولي على المتصوف عند بلوغ الحقيقة الربانية المطلقة عن طريق الحدس و يصل المتصوف إلى هذه الحقيقة بعدة طرق فقد تكون من خلال الإتحاد بالله عن طريق الفناء كما يؤكد على ذلك “ابي يزيد البسطامي” او عن طريق حلول الله في مخلوقاته فيما يذهب اليه “الحلاج” أما الطريق الثالث فيجسد التقاء وجود الخالق و وجود المخلوق اثباتا لوحدة الوجود كما يقول “ابن عربي” ولا يتم له ذلك الا بمجاهدة النفس بدلا من البحث عن الحقيقة الالهية- الربانية- وهذا من خلال الكشف الذي يقابل البرهان العقلي عند الفلاسفة و المتكلمين. يقول “ابو حامد الغزالي”<الكشف هو الإطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغبية و الأمور الحقيقية وجودا و شهودا الأول طريقة الالهام و هو العلم الذي يقع في القلب بطريق الفيض من غير استدلال ولا نظر بل بنور يقدفه الله في الصدر اما الامور الحقيقية فطريقها الحدس حيث يمكن للشخص المؤيد النفس بشدة الصفاء وشدة الاتصال بالمبادئ الحقلية الى ان تحصل له المعارف حدسا وبهذا اصبح المتصوف يصل الى مرتبة الاتحاد بالله حيث يكون الله والمخلوقات حقيقة واحدة هي عله لنفسها و معلولة لنفسها أما السعادة عند الفلاسفة فتتحقق بمجرد اتصال الحكم بالله دون اندماجه في الذات الالهية
وفي السياق نفسه و بعيدا عن النظرة الصوفية نجد ابن رشد فيلسوف قرطبة يرى ان الحقيقة الدينية واحدة ولكن طرق تبليغها متعددة بتعدد طبائع الناس و مستويات إدراكهم العقلي ، و في هذا الإطار يتحدث ابن رشد عن ثلاثة شرائح من الناس هم : أهل البرهان ، و أهل الجدل ، و أهل الخطابة ، و إذا كان مصدر الحقيقة الدينية هو الوحي فهي حقيقة واحدة و مطلقة و لا يمكن الشك فيها من قبل الإنسان المؤمن ، و الشيء نفسه فيما يخص الحقيقة الفلسفية التي تتأسس على البرهان العقلي الذي إذا التزمنا بقواعده فإننا حتما نصل إلى نتائج قطعية . إنطلاقا من هذا رأى ابن رشد أن الحقيقة الفلسفية لا تتعارض مع الحقيقة الدينية لأن كليهما مطلقتان و متوافقتان ، لأن الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له .
نقد و مناقشة :
من هذا أصبحت الحقيقة حسب ما أكد عليه العقليون وحب النظرة الصوفية تتصف بالمطلقة ، لكن بالنظر على هذا التصور من زاوية تطور التفكير و خاصة التفكير العلمي ، فإننا نجد أن النسبية خاصية أساسية من خصائصه ومن الأزمات التي عاشتها المعارف المتوصل إليها من طرف العلماء قديما وحديثا و تغيرها دليل على ذللك ، ومن جهة أخرى بماذا نفسر تحول النظام الثابت الدي تخضع له الظواهر الطبيعية ، حيث أصبح في العصر الحديث و المقام ينطبق على بعض الظواهر فقط لهذا فإن الحقيقة نسبية و ليست بإمكان الانسان ان يعتنق المطلق باستعدادات محدودة ، ولذللك فإن الإيمان بوجود حقيقة مطلقة يجعلنا نلجأ إلى معيار ذاتي باعتبارها مرتبطة بالإدراك العقلي ، هذا الاخير لا يخلو من الاعتبارات الشخصية ، حيث تتدخل الميول و الرغبات و الآراء الشخصية لكي تجعل الفكرة صادقة ، بدليل ان قضية حركة دوران الارض حول الشمس التي هي قضية واضحة بالنسبة الينا اليوم ، في حين كانت فكرة صحيحة لدى خصوم غاليلي ، لهذا فالشعور بالبداهة و الوضوح و الادراك العقلي لمختلف الموضوعات لا يمكن أن يكون برهانا مطلقا على وجود حقيقة مطلقة .
الموقف الثاني:
إن الحقيقة ذات طبيعة نسبية فهي متغيرة من فرد إلى آخر و من مجتمع إلى آخر و متعلقة بالزمان والمكان فكل ماهو حقيقي خاضع للتغير و النسبية و أكد على هذا كل من السوفسطائيون و أصحاب النزعة العلمية كلود برنار و غاستون باشلار وكذلك جون ستيوارت ميل بالإضافة الى المذهب البراغماتي بزعامة كل من ويليام جيمس و بيرس و أيضا جون ديوي و اصحاب المذهب الوجودي كل سارتر و هيدغر و في تأكيدهم للطابع النسبي للحقيقة اعتمدوا على حجج الآتية :
نجد أنصار العلوم التجريبية ، المعرفة العلمية الذين يؤكدون على نسبية الحقيقة فلا وجود لشيء ثابت حسب نظرية الفيزيائي هايزلبيرغ في علاقات الارتياب التي تؤكد استحالة تحديد موقع الإلكترون وسرعته في أن واحد ، و التي طرحت مشكلة الحتمية في العلم ، وبما أن التوقع أصبح مستحيلا في الفيزياء الذرية فالتصور الكلاسيكي للحتمية ينهار تماما ليحل محله الاحتمال .
و الصورة نفسها التي ميزت مجال الفيزياء تنطبق على الرياضيات باعتبار انها كانت تجسد مثالا لليقين و الدقة و المطلقية ، حيث نجد هدا اليقين في عصرنا اصبح نسبي.
و مع ظهور الهندسة اللااقليدية مع لوباتشفسكي و ريحان الالماني – فكانت المسلمة التي وضعها اقليدس و التي أثارت الكثير من الشكوك تلك المعروفة بمسلمة التوازي و تصاغ عادة كما يلي : من نقطة خارج مستقيم يمكن رسم مستقيم واحد فقط موازي للأول ، و على أساس هده المسلمة يبرهن اقليدس على عدة قضايا في مجال الهندسة و منها على الخصوص القضية القائلة : ان مجموع زوايا المثلث تساوي180 درجة .فكانت محاولة لوباتشفسكي – الجريئة قائمة اساسا على البرهان بالخلق حيث حدد مسلمات اقليدس التي تجسد عكس القضية لإثبات نقيض القضية فتوصل الى انه من نقطة خارج مستقيم يمكننا انشاء أكثر من موازي للمستقيم ، و إنطلاقا من هدا الافتراض توصل إلى عدة نظريات هندسية من دون أن يقع في التناقض ، والنفس الشيء مع ريمان الذي افترض انه من نقطة خارج مستقيم لا يمر أي موازي له ، و هذا ما يؤكد ان الحقيقة في الرياضيات المجردة لم تبق علم دقيق و مطلق و إنما اصبح يتميز بالنسبية .
في بداية القرن 20 م استغل أصحاب النظرة البراغماتية فكرة النسبية العلمية لبناء مذهبهم متخذين المنفعة مقياسا للحقيقة ، و أصبحت حقيقة الشيء تكمن في كل ماهو نفعي عملي و مفيد في تغيير الواقع و الفكر معا في هذا يقول وليام جيمس : " يقوم الصدق بكل بساطة فما هو مفيد لفكرنا و صائب فيما هو مفيد لسلوكنا " هكذا فإن الذاتية متناقضة فإذا كنت تعتقد أن اراء غيرك صادقة نسبيا فكانت ترى رأيك صادقا صدقا مطلقا مثلما اعتقدت ان الأرض كروية و اعتقد غيرك أنها مسطحة يقول جيمس : " أن الناس يعتقدون في القرون الماضية ان الارض ان الارض مسطحة و نحن نعتقد اليوم انها مستديرة ، إدن الحقيقة تغيرت و أنت ربما تقتنع بهذا القول و لا يقتنع غيرك " و بهذا فالحقيقة عند جيمس ليست غاية في ذاتها بل هي مجرد وسيلة لإشباع حاجيات حيوية أخرى ، كما أن استمرار تاريخ الفكر البشري يؤكد على أن الحقيقة لم تستطع ان تتواجد في معزل عن اللاحقيقة و نقصد بذللك نقائض الحقيقة و اضدادها ، فلكيا يكون العلم مطلقا – نهائيا – لا بد أن يكون تاما إلا أن هذا لن يتحقق . يقول بيرنارد " يجب أن تكون الحقيقة كقنعة بأننا نملك العلاقات الضرورية الموجودة بين الأشياء إلا بوجه تقريبي كثير أو قليلا ، و أن النظريات التي نمتلكها هي أبعد ان تكون حقيقة مطلقة " إنها تمثل حقائق جزئية مؤقتة و هذا يخالف الموقف الفلسفي المثالي الدي يعتقد الوصول الى الحقيقة المطلقة ، و في هدا الصدد يقول بيرس : إن تصورنا لموضوع ما هو تصورنا لما قد ينتج عن هدا الموضوع من آثار علمية لا أكثر و معنى هذا القول : أن المعارف الصحيحة انما تقاس بالنتائج المترتبة عنها على أرض الواقع .
و في الفلسفة الوجودية نجد الفرنسي جون بول سارتر الدي يرى ان مجال الحقيقة الاول هو الانسان المشخص في وجوده الحسي و ليس الوجود المجرد كما في الفلسفات القديمة ، وحقيقة الانسان تكمن في انجاز ماهيته لأنه في بداية امره لا يملك ماهية فهو محكوم عليه بأن يختار مصيره ، يقول : فأنا أفرغ ذاتي و كياني بأكملها في العمل و أنا ما افعله إذن الحقيقة حقائق و آن المطلقية منها مقيدة بالمذاهب و التصورات .
نقد و مناقشة:
لكن بالنظر إلى موضوع الأحكام و القوانين العلمية نجده شيئا واحدا ، وما تغير سوى الآراء ، لهذا لا يصح القول بنسبيتها مثلما يعتقد هؤلاء ، بل الحقيقة مطلقة لأن الارض مثلا لايمكن ان تكون مسطحة و كروية في آن واحد من حيث الشكل و إلا وقعنا في التناقض ، كما ان المعارف السابقة ليست كلها خاطئة و تاريخ العلم يؤكد على ان العلماء توصلوا الى معارف جديدة إنطلاقا مما هو سائد سابقا لأن العلم ما هو الا حلقات متصلة ، و العالم لا يمكنه ان ينطلق من العدم لذا فالحقيقة صادقة في ذاتها و متغيرة بالنسبة الينا .
ومن جهة لا يمكن ان ننكر دور المنفعة في حياتنا العملية ، ولكن ذللك لا يؤهلها لتكون مقياسا للحقيقة ، لان الحقيقة يجب ان تتميز بالشمولية و الموضوعية ، ومنه فالفكر في البراغماتية تكون صحيحة لو انتصرت على الجانب العلمي التجريبي . فالحقيقة اسمى من أن تقتصر في المنفعة فالمنفعة قد تكون مقياسا لما هو مادي ، و لكن لا يمكن أن تكون مقياسا عاما توزن به كل افكارنا و قيمنا ، يحط من قيمة الانسان ، لأن المنفعة كهدف تنجر عنها تجاوزات لا اخلاقية خطيرة .
أما الفلسفة الوجودية فقد حصرت الحقيقة في الانسان و تجاهلت المواضيع الخارجية التي تكون مصدرا هاما لها ، فالانسان قد يعني نفسه و يدرك حقيقتها ، و الوقت نفسه فهو يتوق إلى ادراك العالم الخارجي الذي ينطوي على الكثير من الظواهر و الأشياء التي تستحق البحث و التنقيب ، ومن جهة أخرى فإن الوجودية تضرب القيم الاخلاقية عرض الحائط ، لأنها تقف في وجه الانسان و تحول دون تحقيق ذاته – ماهيته – و هذا أمر غير مسلم به على الإطلاق
تركيب:
ومن خلال ما تم ذكره نجد هناك من يعتبر الحقيقة مطلقة و البعض عكس ذلك ، لكن الواقع يبين ان الحقيقة العلمية في اطارها الخاص تصدق على كل الظواهر و تفرض نفسها على كل عقل و بهذا المعنى تكون مطلقة فحين نقول أن الماء يتكون من ذرتين من الهيدروجين و ذرة من الأكسجين لا نعني بذللك كمية الماء التي اجريت عليها الاختبار بل نعني كمية من الماء على الإطلاق . لا توجد هذه الحقيقة في عقل الانسان الذي اجريت امامه الاختبار بل في كل عقل بوجه عام ، ولكننا قد نكتشف في يوم ما املاحا في الماء بنسب ضئيلة فيصبح الحكم السابق نسبيا يصدق في إطاره الخاص ، و هدا الاطار قد يكون هو المجال الدي تصدق فيه الحقيقة العلمية كما هو الحال بالنسبة لأوزان الاجسام التي يظل مقدارها صحيح في اطار الجاذبية و لكنها تختلف إذا نقلت إلى مجال الفضاء الخارجي لهذا فإن الحقيقة المطلقة كثيرا ما يعبر عنها بالنسبية .
حل المشكلة:
و عليه فإننا نصل الى أن الحقيقة متغيرة حقا نتيجة تعدد مجالات البحث ، لكن تغيرها يأخذ مصطلح التراكمية أي إضافة الجديد للقديم ، ومن ثمة فإن نطاق المعرفة التي تنبعث من العلم يتسع باستمرار ومن هنا يكون انتقال العلم الى مواقع جديدة على الدوام علامة من علامات النقص فيه ، بل أن النقص يكمن في تلك النظرة القاصرة التي تتصور أن العلم الصحيح هو العلم الثابت و المكتمل ، وفي هذا تأكيد على أن الحقائق كلها نسبية و هي متعددة تابعة لمؤثرات بشرية و فكرية ورغم ذللك فإن الانسان يطمح دائما إلى بلوغ الحقيقة الاولى مهما كان مفهوم الثبات .
تحميل :
https://drive.google.com/file/d/1ZLiwnPxkS_D1XwTV0A50LbY4EzlQneZI/view?usp=drivesdk
مقالة اخرى حول الحقيقة نسبية أم مطلقة :
مقالة الحقيقة بين المطلقية و النسبية شعبة آداب و فلسفة
هل الحقيقة مطلقة أم نسبية ؟
المقدمة :
عادة ما ترتبط المعرفة بالإنسان ، لأنه هو الكائن الوحيد الذي يملك استعدادات فطرية تمكنه من تحليلها ، و أقصى ما يطمح إليه هو إدراك الحقيقة ، و التي تعرف على أنها المعرفة الشاملة و الكاملة بالواقع ، لقد تباينت مواقف الفلاسفة ، فمنهم من أقر بوجود حقيقة مطلقة مادامت الأشياء متضمنة لصفاتها في ذاتها و العقل هو المدرك لها ، و في المقابل هناك من يؤكد عدم إمكانية بلوغها ، ويرى أن الحقيقة لا تتجاوز النسبية و لا وجود لشيء نهائي يجب الوقوف عنده مادام العالم في تغير مستمر . ضمن هذا الجدال الفلسفي نتساءل نحن بدورنا هل الحقيقة نسبية أم مطلقة ? بصيغة أخرى هل المنطلق الأول للبحث عن الحقيقة هو القناعة بنسبيتها ?
الموقف الأول :
يؤكد مجموعة من الفلاسفة والمفكرين ان الحقيقة ذات طبيعة مطلقة ثابتة تتجاوز حدود المكان والزمان والأشخاص فكل ما هو حقيقي حسبهم بالضرورة مشترك بين الجميع لانه يستند الى معايير واسس تجعله ثابتة وابرزها المعيار العقلي وقد اكد على هذا الطرح كل من أفلاطون ،ارسطو ؛ديكارت ؛سبينوزا وقد اعتمدوا على مجموعة من الحجج الآتية ... إن افلاطون اثبت لنا مطلقية الحقيقة انطلاقا من تصوره الفلسفي الذي قسم فيه العالم الى عالمين عالم المثل : و هو العالم الذي كان يعيش فيه الانسان ، روح الانسان وهذا العالم فيه حقيقة الخير المطلق والجمال المطلق المطلق والمفاهيم الرياضية المطلقة أن هذه الحقائق يدركها الانسان من خلال التأمل العقلي ومنه فهي مطلقة ثابتة وهذا العالم هو العالم الحقيقي . أما العالم الاخر هو عالم الحس الواقعي اين اتحدت فيه الروح بالجسد الذي يعتبر مصدرا للشرور وهو عالم مزيف لانه يدرك بالحواس ولما يحاول الانسان ادراك شيء يتذكر مثاله في عالم المثل يقول : " ان الحقيقة موجودة في عالم المثل " ويقول "المعرفة تذكر والجهل نسيان " أما تلميذه ارسطو اكد كذلك ان الحقائق مطلقة لكن الحقيقة عند ارسطو وجودها ليس ملازم لعالم المثل بل محايثة (مفارقة له ) وترتبط بالواقع العيني حيث ميز ارسطو بين العرض والجوهر في العالم الحسي والحقيقة تكمن في جواهر الاشياء لا في عوارضها وتدرك من خلال عملتي التجريد العقلي ومن ثم التعميم عندما اتحدث عن الجوهر فأننني اقول ان حقيقة الانسان انه عاقل اما حقيقة الانسان اقول انه يمشي على رجلين فهذا عرض ولا يمثل حقيقة ، إن ارسطو لم ينكر الحواس مثل افلاطون بل هي الوسيط الذي يعتمد عليه العقل لإدراك الحقائق فمثلا عندما ارى شخص يسرق شخص او اخر يتعدى على شخص او ارى انتهاك حرمات الاشخاص اي عنف فإنني ادرك حقيقة الشر من خلال التعميم والتجريد وقد اعتبر ارسطو ان الله هو الحقيقة المطلقة الازلية وسماه بالمحرك الذي لا يتحرك فهو الذي يغير ولا يتغير .. أما اب الفلسفة الحديثة روني ديكارت اعتبر ان الحقيقة مطلقة لان معيارها البداهة والوضوح فكل ماهو بديهي وواضح فهو حقيقي . إن ديكارت مسعاه الدائم وهدفه كان الوصول الى الحقائق فهو الذي غير الكنيسة بأدوات الكنيسة وثار على الآراء السائدة التي عرفتها العصور الوسطى والتي مثلت حقائق مزيفة منهجيا ومعرفيا فكان ديكارت سبيله الوحيد لإدراك الحقائق هو الشك و شك ديكارت هو شك منهجي اي شك يقوده الى اليقين وهذا الشك يكون شكا في الأراء السائدة حيث ان الحقيقة الوحيدة التي لم يشك فيها هو الشك في حد ذاته لانه يمثل البداهة الاولى ، فشك ديكارت في الحواس فوجدها خادعة فتوصل الى حقيقة مفادها ان الحواس مزيفة يقول :لقد جربت الحواس في الكثير من الاحيان فوجدتها خادعة ومن البديهي ان لا نطمئن لمن يخدعنا ولو مرة واحدة" ان اول حقيقة توصل اليها ديكارت انه يفكر وهي التي لا ينبغي الشك فيها وثاني حقيقة انه موجود لذلك يقول في مبدا الكوجيتو: "انا اشك ؛انا افكر اذا انا موجود " لأن الشك يقود للتفكير والتفكير هو اساس الوجود ومنه فلسفة ديكارت انطلقت من شك فتوصلت الى اليقين وهذا اليقين يمثل حقائق ثابتة لانها حسب ديكارت تدرك بالعقل والعقل ميزة مشتركة بين الجميع يقول : " ان العقل اعدل قسمة بين الناس " وديكارت اعتمد واستقى من الرياضيات منهجها لان تتميز بالدقة واليقين ومن ابرز القواعد قاعدة البداهة والوضوح :فالشيء لايكون صحيحا الا اذا كان بديهيا وواضحا يقول : " لا اقبل شيء على انه صح مالم يتببن لي بالبداهة انه كذلك " مثل بديهية الكل اكبر من الجزء فلا احد يمكنه الشك في هذه الحقيقة وهي حقائق فطرية فالطفل الصغير في ذهنه دائما الكل اكبر من الجزء وادراكه لهذه الحقيقة يكون فطري واضح .... أما سبينوزا فيرى أن الحقائق ثابتة مطلقة والحقيقة هي معيار ذاتها وهي تكشف عن نفسها بنفسها فالنور يكشف عن النور والظلام عن الظلام فالحقيقة موجودة ولا تحتاج لبرهان لوجودها بل هي التي نبرهن بها فهو شبه الحقيقة بالنور الذي بكشف عن نفسه وعن الظلام ... كذلك للعقل مبادئ فطرية تجعل من الحقائق ثابتة مطلقة ومن ابرز مبادئه مبدأ الهوية وصيغته الرمزية أ هو أ فالشيء يبقى ثابت مهما لحقه من تغيرات في العوارض فالانسان قد يشيخ ويكبر لكنه يبقى عاقل ومنه فالخير هو الخير ، والشر هو الشر ، ومحمد هو محمد ومنه فالهوية تؤكد ان الشيء ثابت مبدأ عدم التناقض : صيغته الرمزية أ اما ان يكون ب أو لا فالمتناقضان لا يجتمعان ابدا في نفس الوقت وفي نفس الشخص وفي نفس الموضوع فمحمد ناجح او راسب ولا يمكن ان نجمع بين هذين المتناقضين فمن خلال هذه نتستنج ان الحقيقة ثابتة مطلقة
نقد و مناقشة :
صحيح ان الانسان يسعى الى ادراك الحقائق المطلقة والقصوى فشغفه هو الذي يحركه وبعض الحقائق دامت لوقت طويل حتى ظن البعض انها ثابتة ولكن الانسان لديه حتمية التغير والنسبية والنسبي يستحيل ان يدرك المطلق ، كذلك عندما نتحدث عن معيار البداهة والوضوح فهو معيار ذاتي والذاتي لا يقاس عليه في تأكيد الطابق المطلق الموضوعي للحقيقة فالرياضيات كانت تمتاز بالمطلقية في نتائجها وهي الرياضيات الكلاسيكية اما الرياضيات المعاصرة إنتقلت من المطلقية الى النسبية لان كل نسق رياضي يختلف عن نسق رياضي اخر مع ظهور ازمة الاسس واليقين الرياضي كذلك الفيزياء الكلاسكية كانت تعتمد على مبدأ الحتمية وكانت تتصف بالمطلقة ولكن الفيزياء المعاصرة اصبحت تتصف بالنسبية وانتقلنا من الحتمية الى اللاحتمية كذلك اذا انتقلنا الى العصور الوسطى فحقيقة الارض مسطحة كانت بديهية واضحة في ذلك المجتمع لكن في ما بعد فندت وتوصل غاليلي إلى القول انها كروية كذلك بديهية الكل اكبر من الجزء فندت مع الرياضي كانتور باكتشافه للامتناهي واصبح الكل يساوي الجزء كذلك افلاطون وارسطو يثبتون ان الحقيقة مطلقة لكن التناقض انهما مختلفان في تصورها لهذه الحقيقة ومن ميزة الحقائق المطلقة انها موضوعية لكن تصور افلاطون تصور مثالي وتصور ارسطو مفارق لتصور افلاطون ..
الموقف الثاني :
إن الحقيقة ذات طبيعة نسبية ميزتها التغير من فرد الى آخر و من مجتمع الى اخر و متعلقة بالزمان والمكان فكل ماهو حقيقي خاضع للتغير و النسبية وأكد على هذا كل من السوفسطائيون و أصحاب النزعة العلمية كلود برنار و غاستون باشلار وكذلك جون ستيوارت ميل بالإضافة الى المذهب البراغماتي بزعامة كل من ويليام جيمس و بيرس و أيضا جون ديوي و اصحاب المذهب الوجودي كل سارتر و هيدغر و في تأكيدهم للطابع النسبي للحقيقة اعتمدوا على حجج الآتية ، إن الانسان حسب السفسطائيون معيار الحقيقة فهو معيار الخير ومعيار الشر وما هو خير بالنسبة لي قد يكون شر بالنسبة للآخر وما اراه انا خيال قد يراه الاخر حقيقة ومنه فالحقائق متغير نسبية يقول بروتاغورس : "الانسان مقياس الاشياء جميعا ". إن نسبية الحقيقة لا تعني الاستنقاص منها او انها مشوهة بل ان النسبية في الحقائق خاصية منها بل تمثل طبيعتها وجوهرها اذا كيف نفسر تغير الحقائق وعدم ثباتها من زمن الى اخر ؟ ببساطة لان طبيعة الشيء تفرض ان يكون على ماهو عليه اي ان التغير في الحقائق ميزة تميزها وخاصة منها يقول اوسكار وايلد : " من النادر ان نجد الحقائق نقية ومن المستحيل ان تكون بسيطة " . ضف الى ذلك ان النسبية في الحقائق تنم على اجتهاد الباحث عنها سواءا كان عالما او فيلسوفا فالتغير في النظريات العلمية مثلا ونفي ما قبلها كان نتاج سعي العالم وبحثه عن اليقيني وهذا التغير سببه حافز الاجتهاد . كذلك الفيلسوف غاستون باشلار يؤكد ان الحقائق نسيية متغيرة فهو لا يعترف بالتراكمية في العلم وان السابق تابع للاحق ويؤثر به بل أكد على أن المعرفة تقوم على الانفصال والقطيعة مع المعارف السابقة فتاريخ العلم هو تاريخ صراع بين الجديد والقديم كيف لا وانتقل العلم من مبدأ الحتمية الى مبدأ اللاحتمية وفي الرياضيات من الرياضيات الاقليدية الى الرياضيات اللااقليدية ومن الفيزياء الكلاسكية التي تؤكد ان كل شيء مطلق الى الفيزياء المعاصرة التي تؤكد أن كل شيء ظواهر الكون نسبي يقول باشلار : إن بنية العلم هي ادراك اخطائه " ويقول ايضا :" الحقيقة العلمية هي تصحيح تاريخي لخطأ طويل " .... عندما نتحدث عن الحقائق النسبية فهي تشمل عدة مجالات ففي مجال العلم فان دراسة العلماء للظواهر الطبيعية تختلف من زمن الى اخر وقد تختلف من عالم الى اخر بحسب قدرة هذا الاخير والمؤهلات العلمية ومادامت الحقيقة مرتبطة بالعالم الحسي التجريبي فهي نسبية وعندما نستقرأ التاريخ نجد مثلا ان سبب التعفن كان يعتقد قديما انه بسبب التولد التلقائي العفوي اما حديثا فالتعفن سببه ميكروبات في الهواء أما في مجال الذوق والشعور فهي نسبية أيضا كما قيل : الاذواق والالوان لا تناقش " فهي حقائق نسبية ترتبط بميول الشخص وقناعاته وشعوره فلا الزم شخص على حب ذلك اللون او تلك اللوحة الفنية لان هذا الالزام هو ظلم ومنه كانت هذه الحقائق تعبر عن فردانية اساسها شعوري وميولي . إن القيم الإجتماعية أيضا تعبر عن حقائق نسبية فالقيم الاجتماعية في الجزائر من عادات وتقاليد ولغة و تخص المجتمع الجزائري وحده دون غير ولا تخص مجتمع اخر وهذا ما عبر عنه ميشال فوكو الذي ربط الحقيقة بالسلطة فالحقيقة تقاس بإكراهات اللغة والثقافة والمجتمع ومن يخرج عن هذا النظام فهو غير حقيقي يقول " ان الحقيقة لا توجد خارج السلطة ولا تخلو من سلطة " معيار الحقيقة عند الفلسفة البراغماتية هو العمل المنتج وما يحققه من اثر نافع على الفرد فالفكرة تكون صحيحة بمقدار ما تحقق للفرد من منافع وهي تتغير بتغير الظروف واحوال الافراد والمجتمعات فما هو نافع لي الان قد يكون غير نافع ومن هنا تتغير المنافع من وقت الى اخر يقول بيرس : ان الحقيقة تقاس بمعيار العمل المنتج " اما بالنسبة للفلاسفة الوجوديون فان الحقيقة عندهم ذاتية وشخصية وترتبط بالانسان الذي يكون حر حرية مطلقة ويختار مشروعه وماهيته فالوجود الحقيقي هو الوجود الذي نشعر به ونحياه ، فالانسان عندهم هو الذي يصنع ماهيته بنفسه يقول سارتر :ان الانسان يوجد ثم يريد ان يكون ويكون ما يريد ان يكونه بعد القفزة التي قفزها الى الوجود" إضافة الى ان الانسان حسب الوجودية كائن فردي فهو لا يهتم الا بما ينفعل له ويشعر به من مشاعر ومعاناة نفسية يقول كيركوغارد : الحقيقة ما احياه وانفعل به " ... ومنه فحسب هؤلاء فان الحقيقة نسبية متغيرة معيارها ذاتي فردي .
نقد و مناقشة :
صحيح أن الحقيقة عندما تنزل الى ارض الواقع تنطوي على نوع من النسبية والتغير لكن ليست كل الحقائق نسبية فمثلا في ميدان الرياضيات التي تمتاز بالدقة واليقين فهي مطلقة فلا يختلف اثنان ان 2+2=4 . ولا احد يشك في ذلك . كذلك هذا الطرح وكأنه أخلط بين الحقيقة والرأي فالحقيقة ترادف اليقين واليقين بالضرورة يدل على الصحة والمطلقية وحتى الموضوعية اما الرأي فهو قابل للدحض ويتأثر بالميول والرغبات والنزوات والاهواء ومنه بناء الحقيقة على فهم الانسان قد يجعلها هراء وسفسطة يقول نيتشه : " الاعتقادات الراسخة هي اعداء للحق فالرأي لا يجب ان اعتبره حقيقة او اقنع الاخرين به لانه قناعة ذاتية " يقول ميشال ليفي :تستطيع ثنيها او لفها او تشويهها او مهاجمتها ..لكن لا احد يستطيع تغيير الحقيقة " ، أما بالنسبة للتصور البراغماتي فهو تصور يقوم على النفع وبالتالي هو يجسد طبيعة الانسان الانانية ولو على حساب الاخر ... ، أما الفلسفة الوجودية فقد بالغت في تقديس الوجود الداخلي للانسان واهملت كل ما يحيط به لان ذلك يؤدي في والوقوع في امراض نفسية فالانسان في الحقيقة مسؤول امام خالقه وهذا ما يبرر حريته فاذا ادرك مهمته وقام بها شعر بالاطمئنان
التركيب :
من خلال تحليلنا للموقفين يتبين لنا ان الموقف الاول أكد على الطبيعة المطلقة للحقيقة من خلال المعايير التي تستند اليها وهي معايير عقلية محضة ابرزها البداهة والوضوح و الموقف الثاني الح على الطبيعة النسبية للحقيقة لارتباطها بالفرد وكذلك الزمان والمكان و المجتمعات وماهو حقيقي بالنسبة لي قد يكون غير حقيقي بالنسبة للاخر لكن كنظرة صائبة فان الحقيقة قد تكون مطلقة في حالات وتكون نسبية في حالات اخرى فهي مطلقة في جوهرها وماهيتها لان اقصى ما يطمح اليه الانسان هو الحقيقة والتي يجب ان تتميز بالموضوعية والثبات فحقيقة الخير كمبدأ ثابتة مطلقة فالحقيقة الثابتة هي الصواب الذي لا يحتمل الخطأ لكنها تصبح نسبية عندما تنزل الى ارض الواقع وهي الصواب الذي يحتمل الخطأ وكما ان قلنا الخير مطلق من حيث الماهية فهو نسبي من حيث التطبيق ويتغير مفهومه من مجتمع الى اخر ومن فرد الى اخر ولكن الانسان مسعاه الدائم هو البحث عنها يقول انشتاين "البحث عن الحقيقة اكثر قيمة من امتلاكها "
حل المشكلة :
من خلال تحليلنا السابق نستنتج ان الحقيقة ترتبط بمبحث من مباحث الفلسفة و هو مبحث المعرفة وهي غاية الفيلسوف حتى افلاطون يقول :ان الفلسفة هي البحث عن العلل الاولى للوجود " أي الاسباب القصوى والحقائق الاولى وكذلك العالم يريد ان يصل الى حقيقة العلاقة بين الظواهر الطبيعة من خلال وضع القوانين التي تفسر هذه الظواهر والتي تمثل حقائق بدورها ومهما تعدد ادوات البحث سواء بالتأمل العقلي او بمناهج اخرى الا ان اليقين هدف الجميع وطبيعة هذا اليقين مطلقة اذا تعلقت بمبادئ عقلية صورية مجردة وعندما تنزل الحقائق الى ارض الواقع تصبح نسبية ولكن النسبية لا تهدم المطلق ولا تشوهه فنسبية انشتاين لم تهدم فيزياء نيوتن الكلاسيكية لان حقيقة طبيعة المعرفة تراكمية يقول بوذا : لا يمكن ان يستمر اخفاء ثلاث اشياء لفترة طويلة : الشمس والقمر والحقيقة "
تحميل :
https://drive.google.com/file/d/1ZSyI1_iYZFqrhMJXFFqm8AFy8bKAr8UR/view?usp=drivesdk
شكرا
ردحذفمقال جيد شكرااا https://linktr.ee/mira54
حذفأستاذ مقالة الحقيقة التي وضعتها أين هما الحجج ؟ أريد مقالة ماملة أين أجدها؟
ردحذفكاينة اضغط على كلمة pdf
حذفهناك بعض الأساتذة يجعلون في التركيب اسبقية النسبية ،من فضلك أستاذ أضع توافق ام اسبقية النسبية
حذفعلاه مكانش حجج براهين مقالة ؟؟؟؟
ردحذفكاين اضغط على كلمة pdf
حذفالسلام عليكم أضغطو على كلمة pdf تخرجلكم المقالة كاملة بالحجج وكلش ولي مخرجتلوش يبعتلي هنا نبعتهالو واتساب 0672735717 او تلجرام
ردحذفاستاذ تعيش خصني المقالة كاملة باه نحفظها
ردحذفافهم واحفظ الاقوال مشي مقالة كاملة
حذفاستاذ شحال نقطتها
ردحذفقال 19
حذفاستاذ نقدر نزيد فيها شوية
ردحذفشكرا استاذ 🙂❤
ردحذفاستاذ نورمال كي مانذكروش فالتركيب والخاتمة بلي الحقيقة مطلقة في الدين لانو مراكش ذاكرها
ردحذفاستاد اين مقالة الدال والمدلول
ردحذف