مدونة الأستاذ محمد التعليمية

مدونة الأستاذ محمد التعليمية تهتم بالجانب التعليمي دروس مقترحات في الفلسفة و إجتماعيات ملخصات البكالوريا المصداقية في نشر المعلومات أخبار شهادة البكالوريا شرح تسجيلات البكالوريا و الجامعة مواضيع و حلول في الإجتماعيات مقالات فلسفية رائعة

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

  1. شحال يمدو عليها المقالة هادي استاذ؟

    ردحذف
  2. أستاذ مقالة شعال يعطوني عليها

    ردحذف
  3. استاد مكانش استقصاء تاع دال ومدلول

    ردحذف

مقالة الدال و المدلول " هل العلاقة بين اللفظ ومعناه هي رابطة ضرورية منبعها محاكاة الطبيعة "بكالوريا 2023

 

  طرح المشكلة 

لكل واحد منا جملة من الأفكار و التصورات و المشاعر في ذاته وهو في حاجة إلى التعبير عنها بغية التكيف مع المواقف التي يواجهها، وهذا التعبير لا يتم إلا في شكل لغة ،والشائع أننا غالبا ما نستعمل لغة الألفاظ و الكلمات لكن ما حرك الدراسات في مجال علم اللغة هو طبيعة العلاقة بين اللفظ ومعناه وهنا كان الإختلاف الكبير بين الفلاسفة، إذ ذهب البعض إلى القول أن العلاقة بين الدال و المدلول علاقة طبيعية ضرورية،بينما يؤكد أنصار نظرية التواضع و الاصطلاح أن الأسماء الواردة في الكلام الإنساني تم الاتفاق عليها وهي بمعنى آخر إعتباطية ضمن هذا الجدال الفلسفي نتساءل نحن بدورنا هل العلاقة بين اللفظ و معناه هي رابطة ضرورية منبعها محاكاة الطبيعة ? أم أنها اصطلاحية توافقية ?

 عرض منطق الاطروحة : العلاقة ضرورية

 ان العلاقة بين الدال و المدلول علاقة ضرورية ،فيكفي أن نسمع الكلمة حتى نعرف معناها ويمثل هذا الإتجاه المدرسة اللسانية القديمة بداية مع الفيلسوف اليوناني أفلاطون و عالم اللسانيات الفرنسي إميل بنفنيست

يؤكد أفلاطون خصوصا في "محاورة كراطيل" أن العلاقة بين الدال و المدلول هي علاقة ضرورية أي أن اللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي و أساس هذا الرأي نظرية محاكاة الإنسان لأصوات الطبيعة،وبهذا فإن العلاقة بين اللفظ ومعناه ضرورية تحاكي فيها الكلمات أصوات الطبيعة،فبمجرد سماع الكلمة نعرف معناها ودلالتها،فكلمة زقزقة مثلا تشير بالضرورة إلى صوت العصفور،وكلمة مواء تشير بالضرورة إلى صوت القطط،ونفس الشأن مع كلمات أخرى كـ::نهيق....، ونباح....، خرير....، ...الخ

وهذا ما يذهب إليه عالم اللسانيات الفرنسي إميل بنفنيست حيث يرى في كتابه ( مشاكل اللسانيات العامة) أن علاقة الدال بالمدلول ضروري ـــــــة و ذاتي ـــــــــــة الى درجة انه يستحيل الفصل بينهما يقول :" الدال و المدلول ، الصورة الصوتية و التمثل الذهني هما في الواقع وجهان لأمر واحد و يشكلان معا المحتوى والمحتوى"

أن العلامة اللسانية بنية موحدة يتحد فيها الدال بالمدلول ، بدون هذا الاتحاد تفقد العلامة اللسانية هذه الخاصية ، كل كلمة تدل على معنى ، وتستحضر صورتها في الذهن ، و كلما كررنا نفس الكلمة ظهرت نفس الصورة مثل لفظ ( ثور) الذي يستحضر في الذهن صورة هذا الحيوان العشبي ،و لا يستحضر صورة حيوان آخر، إذ أصبح اللفظ يطابق ذات الشيء في العالم الخارجي

عندما نقول مسطرة فلأنها تسطر ، و محفظة أنها تحفظ الأدوات ، سيالة لانها تترك سائلا ، و كذلك بالنسبة للفظ مثلث فلأنه يتكون من ثلاثة أضلاع ، و مربع لأنه يتكون من أربعة أضلاع و دائرة لأنها دائرية ....، فكل لفظ يعكس طبيعة الشيئ و يعبر عن هويته و لم يوضع بطريقة عشوائية ،و لهذا يقول:" إن العلاقة بين الدال و المدلول ليست إعتباطية بل هي على العكس من ذلك علاقة ضرورية ويؤكد بنفيست على العلاقة الضرورية بين الدال و المدلول وذلك لأنه عندما يستقبل الذهن كلمة مجهولة يرفضها باعتبارها غريبة لا تحدث أي تصور و لا توحي باي معنى يقول : " أن الذهن لا يحتوي على أشكال خاوية"

و لو كانت العلاقة بينهما اعتباطية لاستحداث كل فرد لغة خاصة يتحدث بها لكن الأمر لا يجري على هذا النحو ، الكل يضطر الى التحدث بلغة القوم ، و استعمال نفس الإشارات الصوتية حتى يتم التواصل بينهم

إضافة إلى هذا يؤكد بعض علماء اللغة أن بعض الحروف لها معان خاصة حيث يوحي إيقاع الصوت وجرس الكلمة بمعنى خاص، بحرف (ح) مثلا يدل على معاني الانبساط والراحة، مثال:حب،حنان،حنين ، حياة.....، وحرف(غ) مثلا فيدل على معاني الظلمة والحزن والاختفاء، كما في :غيم، غم، غدر، غبن، غرق، وغاص

  النقد 

لقد بالغ أنصار المدرسة اللسانية القديمة في قولهم العلاقة الضرورية بين الدال والمدلول ذلك لأنه لو كانت اللغة محاكاة للطبيعة فكيف نفسر تعدد اللغات ما دمنا نعيش في طبيعة واحدة"عربية،فرنسية،إسبانية،...." . و كيف نفسر تعدد المعاني لنفس اللفظ مثل لفظ مغرب ، فقد يعني وقت الصلاة من جهة ، و بلد عربي من جهة ثانية ، لفظ عادل فهو صفة الإنصاف من جهة و اسم علم من جيهة آخرى

 عرض نيقض الأطروحة :  العلاقة اعتباطية" 

العلاقة بين الدال و المدلول علاقة إعتباطية،فالكلمة لا معنى لها حتى يتواضع الناس على معناها و يمثل هذا الإتجاه المدرسة اللسانية الحديثة عالم اللسانيات السويسري دوسوسير ، و الفيلسوف ارنست كاسير، و الفيلسوف جون بياجي .

حيث يرى عالم اللسانيات السويسري فردينان دوسوسير بأن العلاقة بين الدال والمدلول علاقة اعتباطية و تحكمية ، بمعنى أن الإنسان هو الذي يسمي الأشياء كما يشاء دون أن تكون لهذه الأسماء علاقة ضرورية و ذاتية بتلك الأشياء ، فما سمي قمرا على سبيل المثال كان من الممكن أن يسمى شمسا فنحن نسميه كذلك بحكم العادة لا غير . والحجة هي أن الإشارات الصوتية التي يتكون منها لفظ قمر (ق- م- ر) يمكن أن نجدها في ألفاظ أخرى مثل رمق ( ر- م-ق) و بالتالي لا تعبر هذه الإشارات عن هوية الأشياء فلا شيء يجمع القمر بالرمق

و يعطي دوسو ســــــير مثالا عن لفظ (أخت ) فلا نجد أي صلة بين سلسلة الأصوات "أ،خ،ت" والصورة التي تحصل في الذهن إذ بإمكاننا استبدالها بإشارات صوتية أخرى دون أن تتغير الصورة كأن نقول

(Sister) و بالانجليزية بالفرنسية(sœur )

إضافة إلى هذا فالمعنى الواحد يمكن أن نعبر عنه بألفاظ مختلفة مثل البحر هو اليم ، و السيف هو الحسام ، والقط هو الهر، و الأسد هو الغضنفر و الضرغام و الليث ، و ملك الغابة ..الخ أو كأن نقول: الفعل ضرب: ضرب الأستاذ مثالا: "أي أنه أعطى مثالا"،و ضرب الرجل في أقطار الوطن،"أي أنه تجول في البلاد"، وضرب الأخ أخته "أي أنه عاقبها بالضرب"، و ضرب البدوي الخيمة،"أي أنه بسط ووضع الخيمة" ، وعليه نجد اللفظ الواحد لها عدة معاني مختلفة

و فلو كانت الأشياء هي التي تفرض الاسم بحكم طبيعتها لكانت لغة البشر واحدة ، و لما تعدد ت .فاللسان العربي غير اللسان الفرنسي و غير اللسان الألماني

وهذا ما يؤكد أرنست كاسير هذا بقوله:" إن الأسماء الواردة في الكلام الإنساني لم توضع لتشير إلى أشياء بذاتها" ،هذا القول يدل على أن الألفاظ وضعت لتدل على معان مجردة وأفكار لا يمكن قراءتها في الواقع المادي، بل إن الكلمة، أو الرمز، أو الإشارة لا تحمل في ذاتها أي معنى أو مضمون إلا إذا اتفق عليه أفراد المجتمع،فالإنسان هو من وضع الألفاظ قصد التعبير والتواصل. وهذا ما يذهب إليه الفيلسوف بياجي ذلك أن العلاقة بين الدال و المدلول علاقة اعتباطية عفوية و اللفظ لا معنى له إلا إذا تم الإتفاق حول يقول:" إن تعدد اللغات نفسه يؤكد بديهيا الميزة الاصطلاحية للإشارة اللفظية

النقد  

لو كانت علاقة الدال بالمدلول غير ضرورية فكيف نفسر الألفاظ التي تعبر عن طبيعة الأشياء مثل مواء القط ، نقيق الضفدع ، هديل الحمام و أيضا خرير المياه ، هدير البحر ، و غيرها ، و كيف نفسر استخدام الألسنة لنفس الألفاظ تكنولوجيا ، بيولوجيا ، سيكولوجيا أو ديمقراطية ، ديكتاتورية ، الليبرالية 

  التركيب 

كتوفيق بين الأطروحتين يمكن أن نقول أن العلاقة بين الدال و المدلول علاقة طبيعية و تعسفية في نفس الوقت فالألفاظ منها ما هو محاكاة للطبيعة ، ومنها ما كان توافقا واصطلاحا بين بني البشر ، فلا يمكن إنكار الموقفين لأننا في الكثير من الأحيان نعي الكلمات بمجرد سماعها وعليه فهي مستوحاة من الطبيعة فالمتأمل في العديد من الألفاظ و المصطلحات يرى أنه بإمكانه فهمها مباشرة دون تفكير أو تمعن كقولنا زقزقة فالذهن يعرف معنى هذه الكلمة مباشرة دون التفكير ، فيكمل مباشرة زقزقة العصافير ، إلا أن هذا لا يرفض التواضع الذي إتفق حوله البشر منذ الأزل و إعطائهم معنى لكل لفظ حتى تسهل عملية التواصل بينهم و عليه فالألفاظ منها ماهو مستوحى من الطبيعة و منها ما هو متواضع عليه من طرف البشر

 حل المشكلة

و في الأخير نستنتج أن العلاقة بين الدال و المدلول مبنية على الضرورة و الإصطلاح فبعض الكلمات تحاكي طبيعة الأشياء فهي مستوحاة من الصفات الجوهرية للأشياء كالأصوات و الوظائف و غيرها ، و بعضها الآخر مبني على التوافق و الإصطلاح لأن الدراسات في مجال علم اللغة تؤكد أن الطبيعة عاجزة أن تستوعب عن كل الألفاظ يقول في هذا الشأن جون بياجي “ إن الرمز عبارة عن إصطلاح صريح أو ضمني يرجع سببه إلى الإستعمال” و معنى هذا أن بعض الأشياء تقتضي الإرتباط الضروري بالألفاظ الموضوعة لها، ومنها ماكان توافقا و تواضعا بين بني البشر

تحميل مقالة الدال و المدلول
















عن الكاتب

prof mouhamed

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مدونة الأستاذ محمد التعليمية