مدونة الأستاذ محمد التعليمية

مدونة الأستاذ محمد التعليمية تهتم بالجانب التعليمي دروس مقترحات في الفلسفة و إجتماعيات ملخصات البكالوريا المصداقية في نشر المعلومات أخبار شهادة البكالوريا شرح تسجيلات البكالوريا و الجامعة مواضيع و حلول في الإجتماعيات مقالات فلسفية رائعة

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

  1. ديرلنا فيديو فهمنا فيه طريقة الاستقصاء بالوضع

    ردحذف
  2. دمقللة تبدا بولقد شاع اين التمهيد؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. التمهيد من اجتهاد التلميذ

      حذف
    2. نعم تمهيد راهو مدخل وضيفي ديرو من عندك وكمل لقد شاع

      حذف
  3. التمهيد في استقصاء لا ينقط عليه لذلك.

    ردحذف
  4. شحال يعطوك عليها علامة

    ردحذف
  5. شكرا جزيلا استاذ كان تكمل خيرك تزيد درنا مقلة اخر راهي مرشح بقوة تعيش والله راني اليوم بديت نحفظ

    ردحذف

مقالة الدال و المدلول إستقصاء بالوضع بكالوريا 2024 شعبة آداب و فلسفة


 طرح المشكلة :

و شاع لدى بعض الفلاسفة و المفكرين ان العلاقة بين الدال و المدلول علاقة تلازمية شرطية بمعنى آخر ضرورية ، و لكن هناك فكرة تناقضها ترى أن الأسماء الواردة في الكلام الإنساني تم الاتفاق عليها و هي بمعنى آخر إعتباطية تعسفية  و أن كنا بصدد الدفاع عن هذه الأطروحة المشروعة و الصحيحة القائلة أن الرابطة الجامعة بين الدال و المدلول رابطة تحكمية فماهي ياترى الحجج و البراهين التي تثبت صدقها و الأخذ بها ?

عرض منطق الأطروحة :

إن العلاقة بين الدال و المدلول هي علاقة إعتباطية تعسفية من صنع الإنسان فلا يوجد ترابط و تلازم وثيق بين اللفظ و المعنى فاللفظ لا ينطوي في صميم خصائصه الصوتية على أية إشارة أو إحالة إلى المعنى الذي يدل عليه فالعلاقة التي تجمعهما قائمة على الإصطلاح و بوسع كل جماعة إنسانية أن تحدد مسميات الأشياء بالطريقة التي تريد و يمثل هذا الموقف كل من دي سوسير ، بياجي ، دولاكروا و أرنست كاسير ” و يبرر هؤلاء موقفهم هذا بالحجج الآتية :

إن العلاقة بين الدال و المدلول علاقة إصطلاحية لا أكثر فالألفاظ مجرد مصطلحات إتفق عليها الناس لكي تدل على الأشياء ، فاللفظ يختلف من مجتمع لآخر أما المعنى فيبقى هو هو فلو كانت الأشياء هي التي تفرض الاسم بحكم طبيعتها لكانت لغة البشر واحدة ، و لما تعددت الألفاظ و مسميات الأشياء بتعدد الألسنة و اللغات و المجتمعات ، فاللسان العربي غير اللسان الفرنسي و غير اللسان الألماني يقول في هذا بياجي” إن تعدد اللغات هو نفسه يؤكد بديهيا الميزة الإصلاحية للإشارة اللفظية”.

كما أننا نجد في اللغة الواحدة في عدة حالات لفظا واحدا يدل على عدة معاني مثل الفعل ضرب: ضرب الأستاذ مثالا: “أي أنه أعطى مثالا”، و ضرب الرجل في أقطار الوطن” أي أنه تجول في البلاد”، وضرب الأخ أخته “أي أنه عاقبها بالضرب”، و ضرب البدوي الخيمة ، ”أي أنه بسط و وضع الخيمة” ، و نجد للمعنى الواحد عدة ألفاظ و مسيمات مثل البحر هو اليم ، و السيف هو الحسام ، و الأسد هو الغضنفر و الضرغام و الليث ، و ملك الغابة ..الخ و هذا ما يدل على أن الألفاظ وضعت لتدل على معان مجردة وأفكار لا يمكن قراءتها في الواقع المادي، بل إن الكلمة، أو الرمز، أو الإشارة لا تحمل في ذاتها أي معنى أو مضمون إلا إذا اتفق عليه أفراد المجتمع ، فالإنسان هو من وضع الألفاظ قصد التعبير والتواصل وهذا ما يؤكده أرنست كاسير بقوله:” إن الأسماء الواردة في الكلام الإنساني لم توضع لتشير إلى أشياء بذاتها” و يقول دولاكروا” الجماعة هي التي تعطي للإشارة اللغوية دلالتها”.

و  يؤكد من جهة دي سوسير على أن الرمز شيء إعتباطي و هذا من ناحيتين ، فالدال شيء إعتباطي لأنه ليست هناك علاقة طبيعية بينه و بين ما يدل عليه ( و هو غير المدلول في هذه الحالة ) بل هناك علاقة يقبلها الناس بحكم التقليد أو العرف ، إذا ليس هناك من خاصية تشترك فيها كل الأشجار مثلا ، حيث يقتضي المنطق أو الضرورة أن ندعوها أشجارا ، لكن هذا ما ندعوها به لأننا إتفقنا على ذلك ، كما أن اللغة تتصف بالإعتباطية على مستوى المدلول أيضا ، لأن كل لغة قومية تقسم بطرق مختلفة كلا حسب ما يمكن أن يعبر عنه بكلمات كما يتضح لكل من يمارس الترجمة من لغة إلى أخرى ، فهذه تضم مفاهيم لا تضمها تلك و المثال الذي يحب اللغويون أن يعطوه للتمثيل على هذه الإعتباطية هو مثال إصطلاحات الألوان ، وهي إصطلاحات تختلف بشدة من لغة إلى أخرى حتى لو شكلت الألوان ذاتها سلسلة متصلة و كانت ظاهرة عامة لأنها تتحدد بشكل طبيعي بواسطة ذبذبات موجاتها ، و النتيجة البالغة الأهمية و التي يستخرجها دي سوسير من هذه الإعتباطية المزدوجة هي أن اللغة ليست نظام من الأمور الجاهزة الثابتة بل من الأشكال غير المستمرة ، إنها نظام من العلاقات بين الوحدات التي تشكلها ، هذه الوحدات ذاتها تتشكل هي الأخرى من الإختلافات التي تميزها  عن سواها من الوحدات التي لها علاقة معينة ، و هذه الوحدات لا مكن أن يقال إن لها وجودا بذاتها بل تعتمد في هويتها على أندادها ، فالمحل الذي تحتله وحدة ما سواء كانت صوتية أو معنية في النظام اللغوي هو الذي يحدد قيمتها ، و هذه القيم تتغير لأنه ليس هناك ما يمسك بها و يثبتها ، و النظام اعتباطي بالنسبة للطبيعة و ما هو إعتباطي قد يتغير ، و في هذا المجال يؤكد دي سوسير على هذه العلاقة من خلال مقولة مشهورة مفادها : اللغة للكل و ليست جوهرا و لهذا فليس من الضروري القول بأنه هناك علاقة ضرورية بين الدال و المدلول ما دام وجودها مرتبط بوجود الإنسان الذي هو بمثابة الشرط الضروري لوجود معاني الأشياء ، لهذا فمن يقارن بين الألفاظ و معانيها لا يجد أي وجه للشبه بينهما ، و لعل أوضح دليل على ذلك هو إختلاف اللغات ذاتها ، و قدرة الإنسان على إختراع لغات جديدة ، و هذا إن دل على شيء إنما يدل على أن اللغة نظام أو نسق من الإشارات و الرموز ذات خاصية إجتماعية ، لذلك يستطيع الإنسان أن يخترع لغة جديدة متى أراد و لا شرط في ذلك سوى اتفاقه مع غيره

عرض منطق الخصوم : 

ان العلاقة بين الدال و المدلول علاقة تلازمية ضرورية شرطية لأن هناك إرتباط و تلازم وثيق بين اللفظ و معناه و هذا الإرتباط ليس مبني على الإختيار و التوافق بل هو ضروري إذ يكفي أن نسمع الكلمة حتى نعرف المعنى الذي تدل عليه و يمثل هذا الموقف كل من  أفلاطون ، بيفنسيت ” ذهب هذا الموقف آلى رأي مخالف و هو أن اللغة نشأت عن طريق محاكاة الإنسان لأصوات الطبيعة التي كان يسمعها من حوله فبعض الألفاظ التي نستعملها ما هي إلا صدى لأصوات الطبيعة الحفيف ،  الخرير ، الزفير ، الصهيل ، العواء كما أن بعض الألفاظ قد ترتبط إرتباطا وثيقا بما تدل عليه في الواقع كمرجع مثل الطرق و المطرقة .  فبمجرد سماع الكلمة نعرف معناها ودلالتها فكلمة زقزقة مثلا تشير بالضرورة إلى صوت العصفور وكلمة مواء تشير بالضرورة إلى صوت القطط يقول أفلاطون” إن الإسم إذن على ما يبدو محاكاة صوتية للشيء المحاكي” و يقول كذلك ” إن الطبيعة هي التي أضفت على الأسماء معنى خاصا”. فذهن الانسان لا يستسيغ و لا يقبل الاصوات التي لا تحمل معنى 

نقده : 

هذا التصور مخالف لطبيعة اللغة فهي من إبداع الإنسان و عليه فإن الأمر مبني على التوافق لا أكثر، فنظرية المحاكاة لا تشمل كافة الألفاظ لأن عدد الكلمات المستوحاة من الطبيعة قليل جدا مقارنة بالكلمات المبنية على الإصطلاح كما أنه لو كانت الكلمات تحاكي الأشياء فبما نفسر تعدد مسميات الإسم الواحد” الأسد” و بما نفسر تعدد المعاني لنفس اللفظ مثل لفظ مغرب ،فهو يعني وقت الصلاة من جهة ، و بلد عربي من جهة ثانية

 تدعيم الأطروحة بحجج شخصية :

يمكن القول أن الأطروحة القائلة بأن الرابطة الجامعة بين الدال و المدلول رابطة تحكمية اطروحة صحيحة ومشروعة و لدنيا أدلة شخصية  تثبت ذلك فإننا نجد آرنست كاسير الذي يرى إن الاسماء الواردة في الكلام الانساني لم توضع لتشير إلى أشياء مادية بل على كائنات مستقلة بذاتها أي أنها وضعت لتدل على معان مجردة و أفكار لا يمكن قراءتها في الواقع المادي ، بل إن الكلمة أو الرمز أو الإشارة لا تحيل في حد ذاتها، إلى أي معنى أو مضمون إلا إذا اصطلح عليه المجتمع ، ومن ثمة وضعها الإنسان ليستخدمها في التعبير و التواصل عن طريق ما اصطلح عليه المجتمع . وهذا ما يذهب إليه الفيلسوف بياجي ذلك أن العلاقة بين الدال و المدلول علاقة اعتباطية عفوية و اللفظ لا معنى له إلا إذا تم الإتفاق حوله يقول : " إن تعدد اللغات نفسه يؤكد بديهيا الميزة الاصطلاحية للإشارة اللفظية ، بالإضافة إختلاف الأصوات الدالة على نفس الشيء ( الجريدة ) بين لغة و أخرى مثال ذللك Newspaper بالانجليزية و Journal بالفرنسية و بالألمانية Zeitung يقول الفيلسوف الفرنسي هنري دولاكروا : " اللغة هي جملة من الاصلاحات تتبناها هيئة إجتماعية ما تنظم بواسطتها عمل التخاطب بين أفرادها "  و يقول ايضا : إن الجماعة هي التي تعطي للإشارة اللغوية الكلمة دلالتها و في هذه الدلالة يلتقي الأفراد " لهذا فاللغة مكتسبة و عمل إجتماعي نتيجة اتفاق أفراد المجتمع حول معان تطلق على الأشياء بهدف تسهيل عمل التخاطب بينهم ، و ما إختلاف اللغات و حتى اللهجات داخل البلد الواحد إلا دليل على ذلك دون الخضوع إلى عوامل خارجية تمكنهم من تحديد مختلف المصطلحات حول الشيء الواحد 

حل المشكلة : 

وفي الختام نستنتج إن الأطروحة القائلة بأن الرابطة الجامعة بين الدال و المدلول رابطة تحكمية اطروحة صحيحة ومشروعة ويجب الأخذ بها و ان الصواب هو أن العلاقة بين الدال و المدلول علاقة إعتباطية تعسفية نشأت بعد التواضع و الإتفاق بين المجموعة البشرية الواحدة فلا يوجد أي ترابط ضروري بين الدال و المدلول الان الكلمة الواحد لها عدة معاني مختلفة .

عن الكاتب

prof mouhamed

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مدونة الأستاذ محمد التعليمية